الأربعاء، 21 مارس 2012

مهارات التفكير الإبداعي


3.               كلنا نذكر اسحق نيوتن الذي سقطت عليه التفاحة. لو أنه لم يفكر تفكيرا إبداعيا لما كان السباق في اكتشاف قانون الجاذبية. ذلك التفكير الإبداعي ابتعد به عن التفكير العادي الذي قد يستخدمه أي شخص آخر سقط عليه شيء ما من أعلى واكتفى بالقراءة السطحية له دون أن يستنتج أفكارا مبدعة تكون قد تولدت منه . أما نيوتن فقد تعمق في التفكير الناقد لما حصل فراح يتساءل ويحلل  ويخمن  ويتحقق… الخ. إلى أن وصل إلى اكتشافه الكبير الذي تعلمه جميع الطلبة في كل أنحاء العالم  واستخدمه الملايين حتى وقتنا الحالي في مجالات الصناعة والبحث والتجارب العلمية المختلفة.


4.               إذا هو لم يكتفِ بـ "ماذا حدث"؟  وإنما راح يفكر بـ "لماذا حدث" ؟ "وكيف حدث في الحقيقة ، من الصعب تعريف  التفكير الإبداعي بكلمات محددة فكما لا نستطيع تعريف الشعر أو الجمال أو العبقرية إلى غير ذلك من المفاهيم العظيمة يصعب كذلك تعريف الإبداع أو التفكير الإبداعي.

5.               ويرى علماء النفس أن الشخص المبدع لابد أن تتوافر لديه عدة صفات وقدرات يظهر تأثيرها على سلوكه كالطلاقة والمرونة والقدرة على الإدراك الدقيق للثغرات والأصالة في التفكير ويكون الشخص مبدعا إذا توافرت بعض أوكل هذي الصفات. وسأفصل في هذي الصفات كالتالي:

‌أ.                    الطلاقة: وتعني القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو الأفكار عند الاستجابة لمثير معين والسرعة والسهولة في توليدها . وهي في جوهرها عملية تذكر واستدعاء اختيارية لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم تم تعلمها على نحو مسبق . وهي تقسم إلى ثلاثة أنواع هي :    
(1) طلاقة الأفكار: وتتضمن وضع قائمة بأكبر عدد ممكن من الأشياء ضمن تصنيف معين كان يعطي المفحوص أكبر من عدد ممكن من الأشياء ذات اللون الأبيض ، أو الملمس الناعم ، أو الأشياء القابلة للأكل.
(2) الطلاقة الارتباطية: وتتطلب ذكر اكبر عدد ممكن من الأشياء التي تتصف بخصائص معينة قابلة للمقارنة ، ويمكن الإشارة إليها باعتبارها نتاجاً تباعدياً لعلاقات المعاني  ومن الأمثلة على ذلك وضع قائمة بأكبر عدد ممكن من الكلمات المرادفة لكلمة ما  كأن يعطي المفحوص أكبر عدد ممكن من المفردات المرادفة لكلمة صعب.
(3) الطلاقة التعبيرية: كان يعطي المفحوص أربعة حروف ويطلب إليه تشكيل اكبر عدد ممكن منه الجمل التي تبدأ كل كلمة فيها بكل من هذه الحروف بالترتيب.

‌ب.              المرونة: وهي القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوع الأفكار المتوقعة دائماً ، و توجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف . ومن الأمثلة عليها:
(1)  اكتب مقالاً قصيراً لا يحتوي على أي فعل ماض.
(2) اكتب جميع الطرق التي يمكن أن تستخدمها لوزن الأشياء الخفيفة جداً. ويلاحظ أن الاهتمام هنا ينصب على تنوع الأفكار أو الاستجابات بينما يتركز الاهتمام بالنسبة للطلاقة على الكم دون الكيف أو التنوع.

ج‌.                الأصالة: تشير الأصالة إلى أن الشخص المبدع لا يكرر أفكار الآخرين وينفر من حلولهم التقليدية القديمة بل ينتج أفكار أصيلة ونادرة  أي التفكير في مدى أبعد من الأشياء المعتادة  بحيث يكون الفرد قادراً على إنتاج أفكار ممتازة بالجدة والندرة وتمثل الأصالة أعلى سلم درجات الإبداع.

د‌.                  الإفاضة : القدرة الإبداعية تشتمل على إضافة عناصر ومكونات للأشكال الأولية ، فالشخص المبدع يستطيع توسيع المخططات التي أعطيت له وتتضمن هذه القدرة تقديم تفصيلات متعددة لأشياء معينة.مثال ذلك توسيع فكرة ملخصة أو توضيح إستراتيجية أو موضوع غامض ، أو ذكر أكبر عدد ممكن من النتائج التي يستطيع الفرد تخيلها يمكن أن ينتج عن حادث كارثة بيئية ( هزة أرضية أو بركان مثلاً ) في احد الأماكن ، أو حادث تسرب نووي في محطة لتوليد الطاقة .

ه.   الحساسية للمشكلات : إن الشخص المبعع لديه الحساسية المرهفة للتعرف على المشكلات في الموقف الواحد فهو يراقب الثغرات ونواحي القصور في الأفكار الشائعة ويرى في الأشياء ما لا يراه الفرد العادي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق