ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس و عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة وتمر بمراحل أربع هي:
أ.                    مرحلة الإعداد أو التحضير: هذه المرحلة هي المرحلة التي يصبح فيها الفرد المبدع أو الفريق المبدع منغمسا في المشكلة  إنها مرحلة تحصيل للمعلومات  و في عمل الفريق هي مرحلةُ جهد تضامني  تبدأ فيها صياغة الأدوار و تحديد مساحات الاهتمامات الخاصة لكل من الأعضاء و التنسيق و الربط بين المهمات. في بعض الأحيان تشهد هذه المرحلة تباطؤ عملية الإبداع فعليا أو ظاهريا و خصوصا عندما لا ينجم عن كثير من مسالك البحث و التحليل المطروقة إضاءات مرشدة يمكن تلمس جدواها في حينها.وتشير بعض البحوث إلى أن الأشخاص الذين يخصصون جزءا أكبر من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعا من أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة.
ب.              مرحلة الاحتضان: مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة وهي تتضمن هضما عقلياـ شعوريا ولا شعوريا وامتصاصا لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشكلة.  كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الأجزاء الهامة فيها.
ج.                مرحلة الإشراق : تعد فترة الحضانة و عمل الدماغ الصامت يمكن أن تنقدح الأفكار و الاختراعات دون مقدمات و لا إشارات و يصيح المرء في فراشه أو في الطريق: لقد وجدتها!   الأكثر شيوعاً في ولادة الأفكار الجديدة هو أنّ صاحبنا المبدع لا يفاجأ بولادة الحل العبقري المكتمل النهائي و إنما يفاجأ بزاوية نظرٍ جديدة  تدفعه دفعاً مفاجئاً و ملحّاً إلى ترك كلّ ما بيده و العودة إلى معالجة المشكلة دون أن يعرف لماذا و ما إن يفعل ذلك حتّى تعلوه السعادة و عندما يكون المشروع الإبداعي عملَ فريق فإنَ مرحلة الإشراق هي المرحلة التي تسوق الأعضاء ليجتمعوا و لتصدر عن تقاربهم و التبادل التلقائي للخواطر شرارات إبداعية و أفكار جديدة لم يكن لأي منهم توليدها بنفسه.  ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.
د.                  مرحلة التحقيق : في هذه المرحلة يتعين على المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب للفكرة الجديدة المبدعة وهذه المرحلة هي الفيصل بين الإبداع المجرّد و بين الابتكار الموفّق  إن الأفكار الجديدة تتطلب الحركة، و الإصرار العنيد و المقدرة على بناء التأييد للتغيير و تسليك الفكرة و تجميلها في أذهان المشكّكين  فأهم ما تحتاجه الأفكار الجديدة هو الشجاعة و المثابرة. بما أن مرحلة التنفيذ هي مرحلة مهارات اجتماعية و سياسية أكثر منها مرحلة مهارات تقنية فإنّها المرحلةُ التي تلعب فيها الإدارة دوراً عظيم الأهمية في تشجيع و إنجاح إبداعية العمل.
الله ينور عليك
ردحذفرائع جدا اللهم بارگ.. زادگالله من فضله ومن نور العلم والایمان
ردحذف