التفكير الإبداعي يغني حياة الأفراد ويمنحهم القوة على الإنتاج الأفضل لهم وللآخرين و الإبداع نمط حياة وسمة شخصية وطريقة لإدراك العالم فالحياة الإبداعية تتمثل في تطوير مواهب الفرد واستخدامه لقدراته وتوظيفيها في إنتاج الجديد المختلف والمفيد فالتفكير الإبداعي يطور قدرة الفرد على استنباط الأفكار الجديدة وتطوير الحساسية لمشكلات الآخرين وهو يساعد الفرد في الوصول للحل الناجح للمشكلة بطريقة أصيلة ويسهم التفكير الإبداعي في تحقيق الذات الإبداعية وتطوير النتاجات الإبداعية والإسهام في تنمية المواهب وإدراك العالم بطريقة أفضل.  من هنا كان لابد أن تتكاثف جهود كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع لتطوير التفكير الإبداعي للأفراد منذ الصغر حتى تنعم في المستقبل بأفكار مبدعة من الشباب الواعد. ومن هنا يأتي دور كلا من:
أ.                    دور الأسرة: إن متابعة الأطفال والعناية بهم وتنويع الخبرات التعليمية التي يكتسبونها في سن مبكرة مثل: القراءة والتشجيع ومنح الثقة والتدريب على اتخاذ القرار والتنظيم كل ذلك يسهم في تدعيم ثقة الطفل بالآخرين وشعوره بأنه قادر على الإنتاج.كلما كانت أسرة الطفل تتمتع بمستوى عالٍ من الثقافة أو العلم وتتوافر لديها اتجاهات إيجابية وواعية بأهمية الإبداع وتنميته لدى أطفالها تزايدت احتمالية الاهتمام بالطفل وتقديم المساعدة له وبالتالي زادت فرص ظهور الإنتاج الإبداعي عند الأطفال.كما تلعب العوامل الاقتصادية للأسرة دوراً مهماً في توفير الوسائل والوسائط التعليمية داخل الأسرة، التي تُعدّ من الأمور الأساسية التي ترتبط بالحاجات الضرورية للطفل. فكلما تمتعت الأسرة بمستوى اقتصادي جيد، كانت لديها القدرة على دعم الأعمال والمشروعات التي يرغب الطفل بتنفيذها. وكذلك تتمكن الأسرة من إثراء البيئة وتوفير المصادر وتنويعها لغايات تنمية إبداعات أطفالهم. وأطرح بعض الإرشادات لتشجيع الإبداع في البيئة الأسرية:
(1)  تشجيع الفروق الفردية في الميول والقدرات لدى الأطفال والعمل على تدعيمها. 
(2)  التعرف إلى مجالات الإبداع لدى الطفل وتدعيم اتجاهات إيجابية لديهم نحو مزيد من الإبداع. 
(3)  تجنب النقد والسخرية لأوجه القصور، لأن ذلك  يؤثر سلباً على التفكير الإبداعي. 
(4)   تشجيع الأطفال على اتخاذ القرارات المستقلة. 
(5)  تشجيع الأطفال على الاستقلالية في التفكير واتباع أسلوب الحوار والمناقشة وإشعار الطفل بالأمن والاطمئنان وتشجيعه على حرية الاختيار. 
(6)  الابتعاد عن القسوة واستخدام أساليب الضغط والتهديد والتوبيخ والعقاب البدني. 
(7)  الابتعاد عن التدليل والحماية الزائدة للطفل. 
(8)  عدم التفرقة في المعاملة بين الأبناء. 
(9) ضرورة تعريض الطفل لخبرات متنوعة وإتاحة الفرص له لإنتاج الأفكار الجديدة والاستجابات المتنوعة للمثيرات والخبرات التي توجد حول الطفل. 
(10)  تشجيع حب الاستطلاع عند الطفل وحثه على اكتشاف الأفكار بنفسه لتوليد الثقة بالذات.
ب.              دور المدرسة: للوصول إلى التفكير الإبداعي لابد من تهيئة الظروف التعليمية المناسبة والتي تساعد على تطوير الإبداع لدى المتعلم حيث تعدّ البيئة عنصرا أساسيا وضروريا لظهور القدرات الإبداعية لدى الأفراد. ويشير العلماء إلى ضرورة إشراك الطالب في برامج تتضمن إكسابه المعلومات الأساسية والنشاطات الاستكشافية، والمهارات وتنفيذ البرامج التي تؤدي إلى أن يحقق المتعلم مستوى متقدم من الإنتاج الإبداعي. ومن أهم الأسس  التربوية المهمة التي يجب على المدارس مراعاتها عند التعامل مع الطلبة المبدعين ما يأتي:
(1)  توفير قدر من الحرية في تجربة طرق جديدة لإنتاج المهمات من خلال توفير نشاطات تنمي قدرة المتعلم على تحمل التعقيد والغموض. 
(2) ضرورة الاهتمام بمراعاة الفروق الفردية وأنماط التعلم لدى المتعلم، وضرورة تنوع النشاطات باختلاف الأفراد وقدراتهم. 
(3)  تطوير بيئة آمنة مرنة تتقبل الأفكار الجديدة وغير المألوفة وتعززها. 
(4) تعزيز روح التعاون بين الطلبة على استخدام أدوات حل المشكلات الإبداعية بهدف تنمية المهارات والقدرات الإبداعية لديهم. 
(5)  تشجيع التعبير الحر عن الأفكار وتحفيز روح المغامرة عند المتعلم. 
(6)  ضرورة عدم تقيّد الطلبة بالأنظمة والقوانين المحددة والتي تعيق التعلم الفعال. 
(7) استخدام أدوات قياس رسمية تقود إلى الكشف المبكر عن المبدعين وتوفير البرامج والنشاطات الملائمة والتي تنمي إبداعاتهم.
ج.                دور المجتمع: يعد المجتمع وعاء كبيرا تتفاعل داخله عناصر مختلفة منها الثقافية والاقتصادية والدينية والسياسية والتعليمية وغيرها التي يتشكل منها المناخ العام للمجتمع ويتميز بها عن غيره من المجتمعات فهو منظومة تضم الأسرة والمدرسة ومختلف المؤسسات. وبالتالي فإن المحيط الداعم المعزز الذي يوفر الأدوات والأماكن والبرامج التربوية المتخصصة قد يساعد الطلبة على اكتشاف مجالات تميزهم وإبداعاتهم وبالتالي يمكن لكل فرد العمل وإنتاج الأفضل له وللآخرين وللمجتمع. ومن العوامل المجتمعية التي تؤثر في ظهور الإبداع لدى الأفراد والمؤسسات ما يأتي:
(1)                 تقدير المجتمع للإنجازات الإبداعية فكثير من الإنجازات الإبداعية لم تقدر في أثناء قيام أصحابها بها وقد يقدرها المجتمع بعد مماتهم. 
(2)                 تبني المجتمع قيما واتجاهات تعتمد مبد التعاون والشورى. 
(3)                 توفير التمويل المنظم والدعم المادي للمشروعات الإبداعية المقدمة من قِبل الأفراد والمؤسسات. 
(4)                 توفير استراتيجية واضحة على المستوى المجتمعي للكشف عن المبدعين وتوفير برامج لرعايتهم في مراحل التعليم المدرسي والجامعي. 
(5)                 تبنّي المجتمع ممارسات تعليمية وتربوية تراعي الحاجات الفردية لدى الطلبة. 
(6)                 تطوير آليه للتنسيق بين المدارس والجامعات وسوق العمل والمجتمع بهدف رعاية إبداعات الطلبة وإثرائها وربطها بمتطلبات سوق العمل وحاجات المجتمع. 
(7)                 تقبّل التجديد والتغيير وتشجيع الأفراد على الاكتشاف والتجريب للأفكار الجديدة المفيدة بهدف تطوير المجتمع وتشجيع الأفراد على التعبير عن أفكارهم ونتاجاتهم. 
دراسة النتاجات المقدّمة بشكل علمي قبل أن تأخذ مسارها إلى التطبيق والترجمة على شكل مشروعات مفيدة للمجتمع