الأربعاء، 21 مارس 2012

تعريف الإبداع

       الإبداع لغة: تدور كلمة الإبداع في معاجم اللغة العربية كما في المعجم الوسيط، ومعجم لسان العرب على عدة معان، تلتقي في أن: إبداع الشيء انشاؤه على غير مثال سابق، وجعله غاية في صفاته.

4.               ومن معاني البديع: الجديد من الأشياء، والمثال والنهاية في كل شيء. قال تعالى : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فهو مبدعها وخالقها على غير مثال سابق، وفي غاية الصفاء والحسن، والإبداع.

5.               الإبداع إصطلاحا: لا يوجد تعريف جامع لمفهوم الإبداع ، وقد يرجع سبب ذلك الى ان الإبداع ظاهرة متعددة الجوانب ، وكذلك الى اختلاف وجهات نظر الباحثين للإبداع باختلاف مدارسهم الفكرية ومنطقاتهم النظرية .

6.               ومن آراء العلماء والمتخصصين في تعريف الإبداع: يرى هافل أن الإبداع هو "القدرة على تكوين تركيبات أو تنظيمات جديدة" و هارز  " انه القدرة على التخيل او اختراع أشياء جديدة عن طريق التوليف بين الأفكار وتعديلها او تغييرها .                                                             ويرى كورت بأنه القدرة على إنتاج الأفكار الأصيلة والحلول باستخدام التخيلات والتصورات مثلما يشير إلى القدرة على اكتشاف ما هو جديد، وإعطاء معاني للأفكار .

إذن فالإبداع هنا إنشاء أو ابتكار شيء جديد لم يكن موجودا من قبل، سواء أكان منتجا صناعيا أو تجاريا، أو كان عملية أو طريق جديدة, أو فكرة أو تصورا مبتكرا... لكنه علاوة على ذلك لابد أن تتوافر فيه شروط الجدة والأصالة والمنفعة، فالناتج الإبداعي لا بد أن يكون فريدا، ويحقق المنفعة، أو القيمة التي وضع من أجلها، وإلا أصبح جهدا ضائعا وعبثا فكريا لا جدوى منه.

مكونات وجوانب الإبداع

            لا يقتصر الإبداع على فئة مُختارة من الأفراد دون غيرها، بل هو موجود عند معظم الناس بنسب متفاوتة، شأنه في ذلك شأن الذكاء تماماً، وعملية إظهار هذه القدرة وتوظيفها يرتبط بتدريب الأفراد على تنمية إبداعاتهم. ونتيجةً لتعدّد الاتجاهات النظرية التي تناولت الإبداع واختلافها، فقد اختلفت تعريفات الإبداع، والمُدقّق في تعريفات الإبداع يجد أنها تتمحور في معظمها حول أربعة مكونات أساسية هي:

‌أ.                    البيئة الإبداعية : وتتضمن البيئة الإبداعية الموقف الكلي المعقد ، الذي يتم من خلاله استثارة العمليات الإبداعية بشكل مبدئي ، والاستمرار في ذلك إلى أن يتم إنجاز هذه العمليات ، ويمكن لهذه البيئة أن تكون طبيعية أو نموذجية يتم تصميمها بحيث توفر أفضل الظروف لإثارة القدرة على التفكير الإبداعي . ويتبنى هذا الاتجاه علياء الاجتماع وعلماء الإنسان وبعض علماء النفس الاجتماعي ، ويرى أنصار هذا الاتجاه أن الإبداع ظاهرة اجتماعية ذات محتوى حضاري وثقافي ، وأن الفرد يصبح جديراً بصفة المبدع إذا تجاوز تأثيره على المجتمع حدود المعايير العادية ، وبهذا المعنى يمكن النظر للإبداع باعتباره شكلاً من أشكال القيادة التي يمارس فيها المبدع تأثيراً شخصياً واضحاً على الآخرين .
‌ب.              المنتج الإبداعي : ويمكن أن تتضمن المنتجات الإبداعية الأنماط السلوكية والأدائية والأفكار والأشياء وغيرها من أنواع المنتجات الأخرى ، بأي وسيلة ممكنة للتعبير عن ذلك . ويعنى هذا المكون بالمنتج الإبداعي ذاته ، على افتراض أن العملية الإبداعية سوف تودي في النهاية إلى نتاجات ملموسة بصورة لا لبس فيها ، وقد حاول كثير من الباحثين تحديد خصائص ومواصفات لتقييم الأعمال الفنية والأدبية والموسيقية ، من حيث مستوى الإبداع فيها ، وغالباً ما تتخذ الأصالة والملاءمة كمعيارين للحكم على النواتج.
‌ج.                العملية الإبداعية : يمثل هذا الاتجاه محور اهتمام علماء القياس النفسي وعلماء النفس المعرفيين الذين أسرتهم فكرة الاستبصار لدى علماء نفس الجشطلت ، وركزوا دراساتهم على الجوانب المتعلقة بعملية حل المشكلات وأنماط التفكير وأنماط معالجة المعلومات التي تشكل عملية الإبداع . ومن الباحثين الذين تبنوا هذا الاتجاه كويستلر في كتاب بعنوان العملية الإبداعية  وتورانس من خلال تعريفه للإبداع بأنه عملية تحسس للمشكلات والوعي بها وبمواطن الضعف والفجوات والتنافر والنقص فيها  وصياغة فرضيات جديدة  والبحث عن حلول وتعديل الفرضيات وإعادة صياغتها وإعلان النتائج.
الشخص المبدع : يمثل هذا الاتجاه محور اهتمام علماء نفس الشخصية الذين يرون أنه يمكن التعرف على الأشخاص المبدعين عن طريق دراسة متغيرات الشخصية والفروق الفردية في المجال المعرفي ومجال الدافعية . وكان ثمار هذا الاتجاه وضع عدد غير قليل من مقاييس الشخصية وتطويرها بهدف الكشف عن الأفراد المبدعين ، ويتناول وصف الشخص المبدع عادة ثلاثة مجالات رئيسة ، وهي : الخصائص المعرفية والخصائص الشخصية والدافعية ، والخصائص التطورية.

مهارات التفكير الإبداعي


3.               كلنا نذكر اسحق نيوتن الذي سقطت عليه التفاحة. لو أنه لم يفكر تفكيرا إبداعيا لما كان السباق في اكتشاف قانون الجاذبية. ذلك التفكير الإبداعي ابتعد به عن التفكير العادي الذي قد يستخدمه أي شخص آخر سقط عليه شيء ما من أعلى واكتفى بالقراءة السطحية له دون أن يستنتج أفكارا مبدعة تكون قد تولدت منه . أما نيوتن فقد تعمق في التفكير الناقد لما حصل فراح يتساءل ويحلل  ويخمن  ويتحقق… الخ. إلى أن وصل إلى اكتشافه الكبير الذي تعلمه جميع الطلبة في كل أنحاء العالم  واستخدمه الملايين حتى وقتنا الحالي في مجالات الصناعة والبحث والتجارب العلمية المختلفة.


4.               إذا هو لم يكتفِ بـ "ماذا حدث"؟  وإنما راح يفكر بـ "لماذا حدث" ؟ "وكيف حدث في الحقيقة ، من الصعب تعريف  التفكير الإبداعي بكلمات محددة فكما لا نستطيع تعريف الشعر أو الجمال أو العبقرية إلى غير ذلك من المفاهيم العظيمة يصعب كذلك تعريف الإبداع أو التفكير الإبداعي.

5.               ويرى علماء النفس أن الشخص المبدع لابد أن تتوافر لديه عدة صفات وقدرات يظهر تأثيرها على سلوكه كالطلاقة والمرونة والقدرة على الإدراك الدقيق للثغرات والأصالة في التفكير ويكون الشخص مبدعا إذا توافرت بعض أوكل هذي الصفات. وسأفصل في هذي الصفات كالتالي:

‌أ.                    الطلاقة: وتعني القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو الأفكار عند الاستجابة لمثير معين والسرعة والسهولة في توليدها . وهي في جوهرها عملية تذكر واستدعاء اختيارية لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم تم تعلمها على نحو مسبق . وهي تقسم إلى ثلاثة أنواع هي :    
(1) طلاقة الأفكار: وتتضمن وضع قائمة بأكبر عدد ممكن من الأشياء ضمن تصنيف معين كان يعطي المفحوص أكبر من عدد ممكن من الأشياء ذات اللون الأبيض ، أو الملمس الناعم ، أو الأشياء القابلة للأكل.
(2) الطلاقة الارتباطية: وتتطلب ذكر اكبر عدد ممكن من الأشياء التي تتصف بخصائص معينة قابلة للمقارنة ، ويمكن الإشارة إليها باعتبارها نتاجاً تباعدياً لعلاقات المعاني  ومن الأمثلة على ذلك وضع قائمة بأكبر عدد ممكن من الكلمات المرادفة لكلمة ما  كأن يعطي المفحوص أكبر عدد ممكن من المفردات المرادفة لكلمة صعب.
(3) الطلاقة التعبيرية: كان يعطي المفحوص أربعة حروف ويطلب إليه تشكيل اكبر عدد ممكن منه الجمل التي تبدأ كل كلمة فيها بكل من هذه الحروف بالترتيب.

‌ب.              المرونة: وهي القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوع الأفكار المتوقعة دائماً ، و توجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف . ومن الأمثلة عليها:
(1)  اكتب مقالاً قصيراً لا يحتوي على أي فعل ماض.
(2) اكتب جميع الطرق التي يمكن أن تستخدمها لوزن الأشياء الخفيفة جداً. ويلاحظ أن الاهتمام هنا ينصب على تنوع الأفكار أو الاستجابات بينما يتركز الاهتمام بالنسبة للطلاقة على الكم دون الكيف أو التنوع.

ج‌.                الأصالة: تشير الأصالة إلى أن الشخص المبدع لا يكرر أفكار الآخرين وينفر من حلولهم التقليدية القديمة بل ينتج أفكار أصيلة ونادرة  أي التفكير في مدى أبعد من الأشياء المعتادة  بحيث يكون الفرد قادراً على إنتاج أفكار ممتازة بالجدة والندرة وتمثل الأصالة أعلى سلم درجات الإبداع.

د‌.                  الإفاضة : القدرة الإبداعية تشتمل على إضافة عناصر ومكونات للأشكال الأولية ، فالشخص المبدع يستطيع توسيع المخططات التي أعطيت له وتتضمن هذه القدرة تقديم تفصيلات متعددة لأشياء معينة.مثال ذلك توسيع فكرة ملخصة أو توضيح إستراتيجية أو موضوع غامض ، أو ذكر أكبر عدد ممكن من النتائج التي يستطيع الفرد تخيلها يمكن أن ينتج عن حادث كارثة بيئية ( هزة أرضية أو بركان مثلاً ) في احد الأماكن ، أو حادث تسرب نووي في محطة لتوليد الطاقة .

ه.   الحساسية للمشكلات : إن الشخص المبعع لديه الحساسية المرهفة للتعرف على المشكلات في الموقف الواحد فهو يراقب الثغرات ونواحي القصور في الأفكار الشائعة ويرى في الأشياء ما لا يراه الفرد العادي. 

مراحل العملية الإبداعية

          ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس و عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة وتمر بمراحل أربع هي:

‌أ.                    مرحلة الإعداد أو التحضير: هذه المرحلة هي المرحلة التي يصبح فيها الفرد المبدع أو الفريق المبدع منغمسا في المشكلة  إنها مرحلة تحصيل للمعلومات  و في عمل الفريق هي مرحلةُ جهد تضامني  تبدأ فيها صياغة الأدوار و تحديد مساحات الاهتمامات الخاصة لكل من الأعضاء و التنسيق و الربط بين المهمات. في بعض الأحيان تشهد هذه المرحلة تباطؤ عملية الإبداع فعليا أو ظاهريا و خصوصا عندما لا ينجم عن كثير من مسالك البحث و التحليل المطروقة إضاءات مرشدة يمكن تلمس جدواها في حينها.وتشير بعض البحوث إلى أن الأشخاص الذين يخصصون جزءا أكبر من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعا من أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة.
‌ب.              مرحلة الاحتضان: مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة وهي تتضمن هضما عقلياـ شعوريا ولا شعوريا وامتصاصا لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشكلة.  كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الأجزاء الهامة فيها.
‌ج.                مرحلة الإشراق : تعد فترة الحضانة و عمل الدماغ الصامت يمكن أن تنقدح الأفكار و الاختراعات دون مقدمات و لا إشارات و يصيح المرء في فراشه أو في الطريق: لقد وجدتها!   الأكثر شيوعاً في ولادة الأفكار الجديدة هو أنّ صاحبنا المبدع لا يفاجأ بولادة الحل العبقري المكتمل النهائي و إنما يفاجأ بزاوية نظرٍ جديدة  تدفعه دفعاً مفاجئاً و ملحّاً إلى ترك كلّ ما بيده و العودة إلى معالجة المشكلة دون أن يعرف لماذا و ما إن يفعل ذلك حتّى تعلوه السعادة و عندما يكون المشروع الإبداعي عملَ فريق فإنَ مرحلة الإشراق هي المرحلة التي تسوق الأعضاء ليجتمعوا و لتصدر عن تقاربهم و التبادل التلقائي للخواطر شرارات إبداعية و أفكار جديدة لم يكن لأي منهم توليدها بنفسه.  ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.
‌د.                  مرحلة التحقيق : في هذه المرحلة يتعين على المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب للفكرة الجديدة المبدعة وهذه المرحلة هي الفيصل بين الإبداع المجرّد و بين الابتكار الموفّق  إن الأفكار الجديدة تتطلب الحركة، و الإصرار العنيد و المقدرة على بناء التأييد للتغيير و تسليك الفكرة و تجميلها في أذهان المشكّكين  فأهم ما تحتاجه الأفكار الجديدة هو الشجاعة و المثابرة. بما أن مرحلة التنفيذ هي مرحلة مهارات اجتماعية و سياسية أكثر منها مرحلة مهارات تقنية فإنّها المرحلةُ التي تلعب فيها الإدارة دوراً عظيم الأهمية في تشجيع و إنجاح إبداعية العمل.

تطوير وتعلم التفكير الإبداعي

             التفكير الإبداعي يغني حياة الأفراد ويمنحهم القوة على الإنتاج الأفضل لهم وللآخرين و الإبداع نمط حياة وسمة شخصية وطريقة لإدراك العالم فالحياة الإبداعية تتمثل في تطوير مواهب الفرد واستخدامه لقدراته وتوظيفيها في إنتاج الجديد المختلف والمفيد فالتفكير الإبداعي يطور قدرة الفرد على استنباط الأفكار الجديدة وتطوير الحساسية لمشكلات الآخرين وهو يساعد الفرد في الوصول للحل الناجح للمشكلة بطريقة أصيلة ويسهم التفكير الإبداعي في تحقيق الذات الإبداعية وتطوير النتاجات الإبداعية والإسهام في تنمية المواهب وإدراك العالم بطريقة أفضل.  من هنا كان لابد أن تتكاثف جهود كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع لتطوير التفكير الإبداعي للأفراد منذ الصغر حتى تنعم في المستقبل بأفكار مبدعة من الشباب الواعد. ومن هنا يأتي دور كلا من:
‌أ.                    دور الأسرة: إن متابعة الأطفال والعناية بهم وتنويع الخبرات التعليمية التي يكتسبونها في سن مبكرة مثل: القراءة والتشجيع ومنح الثقة والتدريب على اتخاذ القرار والتنظيم كل ذلك يسهم في تدعيم ثقة الطفل بالآخرين وشعوره بأنه قادر على الإنتاج.كلما كانت أسرة الطفل تتمتع بمستوى عالٍ من الثقافة أو العلم وتتوافر لديها اتجاهات إيجابية وواعية بأهمية الإبداع وتنميته لدى أطفالها تزايدت احتمالية الاهتمام بالطفل وتقديم المساعدة له وبالتالي زادت فرص ظهور الإنتاج الإبداعي عند الأطفال.كما تلعب العوامل الاقتصادية للأسرة دوراً مهماً في توفير الوسائل والوسائط التعليمية داخل الأسرة، التي تُعدّ من الأمور الأساسية التي ترتبط بالحاجات الضرورية للطفل. فكلما تمتعت الأسرة بمستوى اقتصادي جيد، كانت لديها القدرة على دعم الأعمال والمشروعات التي يرغب الطفل بتنفيذها. وكذلك تتمكن الأسرة من إثراء البيئة وتوفير المصادر وتنويعها لغايات تنمية إبداعات أطفالهم. وأطرح بعض الإرشادات لتشجيع الإبداع في البيئة الأسرية:
(1)  تشجيع الفروق الفردية في الميول والقدرات لدى الأطفال والعمل على تدعيمها.
(2)  التعرف إلى مجالات الإبداع لدى الطفل وتدعيم اتجاهات إيجابية لديهم نحو مزيد من الإبداع.
(3)  تجنب النقد والسخرية لأوجه القصور، لأن ذلك  يؤثر سلباً على التفكير الإبداعي.
(4)   تشجيع الأطفال على اتخاذ القرارات المستقلة.
(5)  تشجيع الأطفال على الاستقلالية في التفكير واتباع أسلوب الحوار والمناقشة وإشعار الطفل بالأمن والاطمئنان وتشجيعه على حرية الاختيار.
(6)  الابتعاد عن القسوة واستخدام أساليب الضغط والتهديد والتوبيخ والعقاب البدني.
(7)  الابتعاد عن التدليل والحماية الزائدة للطفل.
(8)  عدم التفرقة في المعاملة بين الأبناء.
(9) ضرورة تعريض الطفل لخبرات متنوعة وإتاحة الفرص له لإنتاج الأفكار الجديدة والاستجابات المتنوعة للمثيرات والخبرات التي توجد حول الطفل.
(10)  تشجيع حب الاستطلاع عند الطفل وحثه على اكتشاف الأفكار بنفسه لتوليد الثقة بالذات.

‌ب.              دور المدرسة: للوصول إلى التفكير الإبداعي لابد من تهيئة الظروف التعليمية المناسبة والتي تساعد على تطوير الإبداع لدى المتعلم حيث تعدّ البيئة عنصرا أساسيا وضروريا لظهور القدرات الإبداعية لدى الأفراد. ويشير العلماء إلى ضرورة إشراك الطالب في برامج تتضمن إكسابه المعلومات الأساسية والنشاطات الاستكشافية، والمهارات وتنفيذ البرامج التي تؤدي إلى أن يحقق المتعلم مستوى متقدم من الإنتاج الإبداعي. ومن أهم الأسس  التربوية المهمة التي يجب على المدارس مراعاتها عند التعامل مع الطلبة المبدعين ما يأتي:
(1)  توفير قدر من الحرية في تجربة طرق جديدة لإنتاج المهمات من خلال توفير نشاطات تنمي قدرة المتعلم على تحمل التعقيد والغموض.
(2) ضرورة الاهتمام بمراعاة الفروق الفردية وأنماط التعلم لدى المتعلم، وضرورة تنوع النشاطات باختلاف الأفراد وقدراتهم.
(3)  تطوير بيئة آمنة مرنة تتقبل الأفكار الجديدة وغير المألوفة وتعززها.
(4) تعزيز روح التعاون بين الطلبة على استخدام أدوات حل المشكلات الإبداعية بهدف تنمية المهارات والقدرات الإبداعية لديهم.
(5)  تشجيع التعبير الحر عن الأفكار وتحفيز روح المغامرة عند المتعلم.
(6)  ضرورة عدم تقيّد الطلبة بالأنظمة والقوانين المحددة والتي تعيق التعلم الفعال.
(7) استخدام أدوات قياس رسمية تقود إلى الكشف المبكر عن المبدعين وتوفير البرامج والنشاطات الملائمة والتي تنمي إبداعاتهم.

‌ج.                دور المجتمع: يعد المجتمع وعاء كبيرا تتفاعل داخله عناصر مختلفة منها الثقافية والاقتصادية والدينية والسياسية والتعليمية وغيرها التي يتشكل منها المناخ العام للمجتمع ويتميز بها عن غيره من المجتمعات فهو منظومة تضم الأسرة والمدرسة ومختلف المؤسسات. وبالتالي فإن المحيط الداعم المعزز الذي يوفر الأدوات والأماكن والبرامج التربوية المتخصصة قد يساعد الطلبة على اكتشاف مجالات تميزهم وإبداعاتهم وبالتالي يمكن لكل فرد العمل وإنتاج الأفضل له وللآخرين وللمجتمع. ومن العوامل المجتمعية التي تؤثر في ظهور الإبداع لدى الأفراد والمؤسسات ما يأتي:
(1)                 تقدير المجتمع للإنجازات الإبداعية فكثير من الإنجازات الإبداعية لم تقدر في أثناء قيام أصحابها بها وقد يقدرها المجتمع بعد مماتهم.
(2)                 تبني المجتمع قيما واتجاهات تعتمد مبد التعاون والشورى.
(3)                 توفير التمويل المنظم والدعم المادي للمشروعات الإبداعية المقدمة من قِبل الأفراد والمؤسسات.
(4)                 توفير استراتيجية واضحة على المستوى المجتمعي للكشف عن المبدعين وتوفير برامج لرعايتهم في مراحل التعليم المدرسي والجامعي.
(5)                 تبنّي المجتمع ممارسات تعليمية وتربوية تراعي الحاجات الفردية لدى الطلبة.
(6)                 تطوير آليه للتنسيق بين المدارس والجامعات وسوق العمل والمجتمع بهدف رعاية إبداعات الطلبة وإثرائها وربطها بمتطلبات سوق العمل وحاجات المجتمع.
(7)                 تقبّل التجديد والتغيير وتشجيع الأفراد على الاكتشاف والتجريب للأفكار الجديدة المفيدة بهدف تطوير المجتمع وتشجيع الأفراد على التعبير عن أفكارهم ونتاجاتهم.
دراسة النتاجات المقدّمة بشكل علمي قبل أن تأخذ مسارها إلى التطبيق والترجمة على شكل مشروعات مفيدة للمجتمع